إقرأ أيضا

         هو احمد بن عبد الرزاق حمودة المدعو سي الحواس ولد عام 1923م بمشونش، أحد قرى الاوراس، التابعة حاليا لولاية بسكرة. نشأ في عائلة ميسورة الحال تلقى تعليمه الأول في زاوية أجداده، حيث حفظ ما تيسر من القران الكريم على يد والده.  
     لما أصبح شابا امتهن حرفة التجارة ليعيل عائلته خاصة بعد وفاة والده سنة 1937م، أما عن نضاله السياسي فقد انخرط في حزب الشعب الجزائري السري سنة 1943م، وبعد الحرب العالمية الثانية كلف بتسيير قسمة مشونش التابعة لحزب الشعب الجزائري (P.P.A)، ونظرا لنشاطه السياسي في توعية المناضلين وتوزيع المنشورات أصبح مطلوبا للأمن الفرنسي فاختفى عن الأنظار وظهر في زي متسول يجوب المناطق، بعدها سافر إلى فرنسا مكث فيها سنتين ثم عاد إلى الجزائر.
    حين اندلعت ثورة التحرير دعمها سياسيا وماديا ثم ما لبث أن التحق بإخوانه المجاهدين في الجبال سنة 1955، ونظرا لسابقته في النضال وصفاته القيادية تم تعيينه على رأس المنطقة الثالثة من الولاية الأولى، وسعى حينها إلى تطبيق ما نتج عن مؤتمر الصومام من قرارات بعدما تحصل عليها، بعدها سافر إلى تونس في مهمة ثورية، عاد منها ليتحمل تسيير الثورة في منطقة الصحراء. بعدها عين قائدا للولاية السادسة في شهر أفريل من عام 1958م.
     عرف عن سي الحواس انضباطه وحسه التنظيمي وصرامته في العمل ونشاطه الدؤوب، حيث تمكن من جعل الولاية السادسة رغم تأخر ظهورها وشساعة مساحتها والمشاكل الموجودة بها (بلونيس) ولاية نموذجية في مستوى الولايات التي سبقتها في العمل الثوري.
      شارك في بدايات شهر ديسمبر 1958م في اجتماع الولايات الذي دعا إليه العقيد عميروش وخرج بقرارات وتوصيات أرسلت إلى الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. وبدعوة من هذه الأخيرة استجاب العقيد سي الحواس لدعوتها حيث انطلق مع رفيقه في الكفاح العقيد سي عميروش، حيث كتبت لهما الشهادة في جبل ثامر ببلدية سيدي امحمد دائرة عين الملح جنوب بوسعادة يوم 29 مارس 1959م. المجد والخلود للشهداء الأبرار وعاشت الجزائر.