إقرأ أيضا

يطيب لي أن أرحب بكم في المركز الجامعي بريكة، المركز الذي نسعى لأن يكون جامعة في المستقبل بكل تحدياته وآماله وطموحاته، ليسهم بدور محوري ومميز كأهم الصروح الأكاديمية في الجزائر في قيادة مرحلة التطور والتحول الوطني الذي أطلقه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون حفظه الله ويقوده بكل اقتدار وكفاءة وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور كمال بداري.
إننا نشعر بالمسؤولية في هذا المنعطف الهام من تاريخ الجزائر العزيزة وهي تمر بمرحلة مميزة من التقدم والتميز من خلال التحول الإيجابي في مسيرتها التاريخية لبلورة رؤية الجزائر 2030 والتي ستقود الجهود جميعها لرفعة البلاد وتقدمها وتحقيق أهدافها.
ونحن في المركز الجامعي بريكة نفخر بهذا التحدي الوطني، ونشعر أنه من الواجب علينا كإدارة وأعضاء هيئة تدريس وطلبة أن نستشعر حجم المسؤولية الملقاة على عواتقنا اتجاه وطننا الغالي، وعازمون على أن يكون لنا بصمة بارزة بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية للعمل مع جميع قطاعات الدولة لتحويل رؤية الجزائر 2030 إلى واقع ملموس في كل المجالات.
إننا في هذه المرحلة نؤكد على ضمان جودة البرامج الأكاديمية التي يقدمها مركزنا، وتحسين مخرجاتها لتحقيق الاعتمادات الأكاديمية الوطنية والدولية، وتعزيز وتدعيم العلاقة بين الطلبة والإدارة إضافة إلى ضمان وترسيخ مبدأ العدالة في إتاحة الفرص لكافة التخصصات لتكون الشفافية عنوانا لهذه العلاقة.
إن التغيرات السريعة المتلاحقة في عالمنا وما تضمنته رؤية الجزائر 2030 تفرض غلينا ضرورات ملحة للمراجعة والتحديث والتطوير، وتكييف البرامج الأكاديمية، بما يضمن استمرارية التميز ومواكبة التحديات في أسواق العمل محليا وإقليميا، وهذا محور وضعه المركز الجامعي بريكة ضمن أهدافه الإستراتيجية ونعمل من خلاله على تبني أفضل الممارسات الوطنية والدولية، والتكيف مع حزمة المتغيرات من حولنا، مع تشجيع الهيئة التدريسية على تبني أساليب التعليم الحديثة، لتنمية التفكير الناقد والإبداعي تنمية القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات عبر أدوات العصر الجديدة، وتنمية البنى التحتية بما يحقق تلك الأهداف. وسيعمل المركز الجامعي بريكة جاهدا على هذا النهج ولإعداد طلبته لمهن ريادية حرة عبر دمج ثقافة ريادة الأعمال وروح المبادرة في المناهج الجامعية في شتى التخصصات في سوق تتعاظم فيه فرص الريادة، بما يوائم المخرجات الأكاديمية مع سوق العمل بشكل أكثر واقعية.
إننا نؤمن أن الدور الذي يجب تؤديه الجامعات في العصر الحالي لم يعد مقتصرا فقط على تزويد المجتمع الجزائري بالخريجين بل تعداه إلى اعتماد وتبني المعرفة كمحور أساسي لعملية التعليم، والذي يتضمن المفاهيم الأساسية مثل اكتساب، وإنتاج، ونقل المعرفة، فضلا عن تعزيز ثقافة الابتكار والإبداع، تلك هي الركائز الرئيسية الهامة لتكوين الجيل الجديد القادر على العمل والتعامل وبناء الاقتصاد المعرفي والذي يعد أهم أهداف رؤية الجزائر الجديدة بما يضمن إسهام هذا الجيل في نهضة الوطن، وهذا ما نأمل في تحقيقه في المركز الجامعي بريكة خلال مرحلة التحول الوطني الحالية، التي تسعى أيضا إلى تطوير خطة إستراتيجية جديدة، تسهم من خلال توحيد الرؤى وتكاتف الجهود ووضوح الأهداف في تمكين المركز الجامعي من أن يكون أداة تميز فاعلة للمنطقة والوطن وتحول المركز وتجعله في مصاف المؤسسات التعليمية الوطنية المتميزة.
وتعمل إدارة المركز الجامعي بريكة على تطوير وتحسين كفاءة موظفيها وخدماتها الإدارية، من خلال وضع أسس تدعم هذا التحول لتركز على تطوير العمل، والعمل بروح الفريق الواحد، والابتكار والكفاءة، والمراجعة المستمرة للوائح الداخلية، والسياسات، والإجراءات، بشكل دوري، مما ينعكس بالفائدة على المجتمع الجامعي والشركاء الاستراتيجيين بشكل فعال ومتميز.
إن المكانة المتميزة التي تبوأتها الجامعة كمؤسسة علمية رائدة في التعليم العالي في الدولة ما هو إلا ثمرة للجهود والمساعي الحثيثة نحو الإبداع والابتكار والبحث العلمي، مع المحافظة على القيم المجتمعية والمبادئ العريقة التي تلبي تطلعات رئيس الجمهورية.